Saturday, November 22, 2008

المعركة مع الشيطان

من المعلوم أن لأبليس جنودا وجيشا وسرايا يرسلهم لإغواء بني آدم ، فلقد قال ربنا عز وجل تعالى
{ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }
(64) سورة الإسراء ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – [ إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ فَأَعْظَمُهُمْ
عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ] رواه مسلم .إذاً لإبليس سرايا وجيش فيه الركبان والمشاة ويحركهم هنا وهناك لإغواء الناس ، ولكن إن كان
لإبليس جنداً فهل نحن لنا جنود ؟ وكيف تتم المعركة وأين ؟ وما هي الأسلحة المستخدمة ؟ .أنت لست وحدك في هذه المعركة ،
فإن الله عز وجل قد أعانك بمساعدين إثنين ، ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما إذ يقول
[ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ،
وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّجُوا ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ
فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ ، وَالسُّورَانِ
حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالدَّاعِي
فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ ] رواه أحمد وصححه الألباني .أنت الآن عندك مساعدان وهما : كتاب الله عز
وجل وطبعا سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذلك عندك واعظ الله وهو ملك يأمرك بالخير وطاعة الله عز
وجل ، إلا إنك لازلت تتسائل أين جنودي الذين سيقاتلون في هذه المعركة ؟ .قبل أن أجيبك دعني أقول لك أنك تملك حصنا ،
وذلك الحصن هو أنت أو قل نفسك ، وبداخل الحصن قلبك ، ولذلك الحصن أبواب عدة ، وعلى كل باب جندي من جنودك
يحرس هذا الباب ، والشيطان يحاصر حصنك بجنوده ، ويريد أن يدخل عن طريق أي باب من أبواب الحصن ، وعليك
أنت أن تراقب جنودك وأن تساعدهم على ألا ينهزموا أمام هذا الغزو .هؤلاء الجنود هم : عينك ، أذنك ،
فمك ، أنفك ، يدك ، رجلك ، بطنك ، فرجك .هزيمة الجندي الواحد تكون بسماحك له بأن يعصي الله عز وجل ،
وانتصار الجندي بأن تستخدمه في طاعة الله عز وجل ، فلو أنك سمحت لعينك أن تنظر إلى حرام فلقد تمكن أحد
الشياطين من غزو حصنك عن طريق الباب الذي تحرسه عينك ، وهو يغزوك مريدا بذلك قلبك ، فيصل
سهم من الشيطان إلى قلبك فتتأثر كل جنودك بهذه الإصابة لأن قلبك قد أصيب ، وإن استمعت أذنك لأغنية
محرمة أو صوت حرام ، فإن الشيطان سيتسلل من خلال الباب الذي تحرسه أذنك قاصدا إصابه قلبك وهكذا .القلب هو القائد
العام لهؤلاء الجنود ، وهو القدوة لهم ، فإن كان القلب يحمل إيمانا وتقوى ، كانت الجنود تتقي الله ربها ، وإن كان القلب
يحمل كفرا وشركا وشهوة ، كانت الجنود مهزومة فاسدة لا نفع منها ، ولتعلم أن الشيطان يريد منك قلبك ، ولكن لماذا ؟
.حتى نعرف السبب يجب أن ننظر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ
كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ] متفق عليه ، فبضرب القلب وإفساده يعني إفساد كل جسدك
وبالتالي إفساد كل جندك وهزيمتك هزيمة نكراء ، واقرأ قول ربنا { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }
(32) سورة الحج ، وقوله { إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }
(3) سورة الحجرات ، فالتقوى محلها - مكانها - القلب ، فلو استطاع الشيطان أن ينزع التقوى من قلبك فكيف
سيكون حالك ساعتها ؟ .الناس في هذه المعركة على ثلاثة أحوال لا رابع لها :أولا:هناك من هو صاحب
حصن قد اخترقته الشياطين وسكنته وأصابت قلبه حتى أصبح قلب ميت لا حياة فيه ولا إيمان ، فهو قلب مليئ
بالظلمة مليء بالشهوات ، فهو قلب لا ينكر منكرا ولا يعرف معروفا .ثانيا:هناك من يحمي الجنود حصنه ،
ولكن أحيانا يقع أحد جنوده في الهزيمة ، فيتسلل أحد الشياطين فيصيب القلب ، ثم يسرع صاحب القلب بالتوبة والاستغفار ،
فيعود قلبه معافا مما أصابه ، ثم تحدث هزيمة مرة أخرى وهكذا ، فمثل هذا النوع يكون في سجال بينه وبين الشيطان ،
فمرة ينتصر عليه ومرة يهزمه .ثالثا:هناك من لا يستطيع الشيطان حتى أن يقترب من حصنه ، أو حتى يوسوس
له فلقد وصل الإيمان قلبه وتغلغل ، وكان من القوة ما يجعل الشياطين تهاب الإقتراب من صاحب هذا الحصن ،
لأنه لو اقترب لانتهى ، فالجنود على هذا الحصن ليسوا منشغلين بالدفاع ، ولكن بالهجوم أيضا - إن دعت الحاجة لذلك -
والهجوم خير وسيلة للدفاع ، ومن أمثلة هؤلاء هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلقد قال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ ] متفق عليه .أنظر
إلى أي الحصون ينتمي حصنك ، وأعلم أنه ما من سبيل لإصلاح قلبك إلا بالتوبة النصوح ، والاستغفار ، فكل معصية تعصي
بها الله يسود جزء في قلبك من هذه المعصية ، وذلك على قدر المعصية فكلما كبرت المعصية كبر السواد ،
وإن تبت واستغفرت تطهر وبريء قلبك بإذن الله ، ولتقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ
خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ
الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ] رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .المعركة
تبدأ بمجرد استيقاظك من النوم وإدراكك بما حولك ، بل ربما تبدأ وأنت مستلقيا على سريرك ، فلعل الشيطان يوسوس
لك لكي تنام فتضيع عليك صلاة لكسلك عنها ، لذا حينما تستيقظ يجب أن تنتبه على جنودك كلها ، فلا تلمس حراما
ولا تقل حراما ، وأعلم أن المعركة تشتد حين نزولك من البيت قاصدا عملك أو معاشك ، فإنك ستواجه هجوما
متعددا فلتراقب عينك ، وسمعك ، وفمك ، ورجلك ، واحذر فالشيطان سيستغل أي فرصة ليصيب قلبك ، وأعلم أن
المعركة لن تنتهي حتى تنام أو يرفع القلم عنك
.:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
هذا الموضوع نقلا عن مدونة شباب مسلم

3 comments:

Nabil said...

موضوع جميل جدا انا قراته هناك وهنا كمان.

اطيب تحيه

وجزاكم الله خيرا علي نشر المواضيع الجيده

م/ الحسيني لزومي said...

من اجل مصر
شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية وادعو غيرك
ضع بنر الحملة علي مدونتك
البنر موجود علي مدونتي
اذا كنت ترغب في وضعه علي مدونتك ارسل ميلك كي ارسل لك كود البنر
ارجو المعذرة للدخول بلا مقدمات لأني ادخل علي مئات المدونات يوميا

barbie girl said...

أستاذ نبيل:

جزانا واياكم ان شاء الله